النوم

النوم،

الحصول على قدر كافي من النوم مهم جداً لصحتنا الجسدية والنفسية، الحرمان او النقص في ساعات النوم ونوعيته يؤدي الى مشاكل لا حصر لها كأمراض القلب والشرايين والكلى والسكري والسمنة والاكتئاب، ويؤثر على أدائك في العمل وقدراتك الذهنية، ويضعف قدرتك على تفهم مشاعر الناس و مهاراتك في التواصل والتعبير.

في فترة من حياتي كنت اعاني من مشاكل في النوم فوصف لي الطبيب دواء ليساعدني على النوم، وعند قراءة معلومات الدواء المرفقة تفاجأت بكمية الأعراض الجانبية المحتملة، استشرت اخي قبل تناوله، وهو دكتور صيدلي وعالم في صناعة الدواء ويعمل بإحدى كبرى شركات تصنيع الادوية، ودون تردد نصحني بتناوله وقال لي، لو علمت عن الأعراض الضارة لقلة النوم لعرفت ان الاعراض الجانبية للدواء هذا لا تذكر بالمقارنة.

الفكرة هنا ليست بالتشجيع على تناول الادوية المنومة، هنالك طرق كثيرة يجب عليك اتباعها أولها قبل اللجوء لها ولا انصح بتناول الادوية الا بعد استشارة الطبيب.

هل يجب علينا أن ننام بشكل متواصل للفترة كاملة؟

قد تتفاجأ انه يوجد أدلة كثيرة تشير الى انه كان المنهج الطبيعي للناس بتقسيم ساعات النوم الى جزئين، ويشار إليهم بالنوم الأول والنوم الثاني واستمر هذا منذ زمان قديم جدا الى بداية الثورة الصناعية.

اعتاد الناس على النوم بعد المغرب بساعتين تقريباً، أي بعد صلاة العشاء بقليل لعدة ساعات، مثلا 3-4 ساعات ثم الاستيقاظ لفترة ساعة الى ثلاث ساعات ثوم النوم مجددا حتى طلوع الشمس.

هذه المعلومة اجابت سؤال كان يراودني دائما، كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يستيقظون لقيام الليل دون الاستعانة بالمنبهات او الأجهزة الخلوية كما هو الحال الان؟

ما الذي يجعلنا ننام؟

هنالك عوامل كثير لذلك، من أهمها الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)، تتحكم هذه الساعة بإيقاع يومي دورته 24 ساعة، وهذا لا يؤثر على نومك فقط بل على أغلب أجهزة الجسم وعمليات الهدم والبناء.

خلال ساعات الاستيقاظ يرتفع تركيز مركب اسمه ادينوسين (adenosine) في الدماغ حتى يصل ذروته قبل النوم ويتناقص أثناء النوم.

والساعة البيولوجية تتحكم ايضاً بهرموناتك، في فترة المساء يفرز الجسم هرمون الميلاتونين (Melatonin) وهو ما يعطيك الشعور بالنعاس والحاجة الى النوم، وعند الاستيقاظ يفرز الجسم هرمون الكورتيزول وهو ما يعطيك الشعور باليقظة والنشاط ويفرز الجسم هرمونات كثيرة اخرى مرتبطة بالساعة البيولوجية تضبط عمل أجهزة الجسم.

للأسف هنالك عوامل تؤثر على إفراز هذه المواد ومن أهمها التعرض لمصادر الضوء الصناعي مثل ضوء التلفاز او الأجهزة الخلوية، لذلك ينصح بعدم استخدامها والاستعانة بإضاءة خافتة لعدة ساعات قبل النوم.

ما هو المقدار الكافي لساعات النوم؟

يختلف هذا حسب المرحلة العمرية ومن شخص لشخص، الجدول في الصورة المرفقة يوضح المقدار الموصى به من الأكاديمية الامريكية لطب النوم.

سأتحدث في مقالات قادمة ان شاء الله على مراحل النوم واهمية كل منها، وعن طرق تساعد على التغلب على مشاكل النوم.

نوماً هنيئاً.

 

43425691_10155487070962237_4263827752311848960_n

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s